أخبار عالميةالرئيسية

عمار ولد مختار… رجل الأفعال والنضال حتى آخر لحظات حياته

رحل عمار ولد مختار في السابع من نوفمبر 2023، لكنه أبقى خلفه إرثاً خالداً في القلوب والنفوس. رجلٌ رسم طريق نجاحه بعصامية وكفاح، على الرغم من ظروف نشأته القاسية في بيوتٍ قصديرية بمدينة السوقر بولاية تيارت، إلا أن اليأس لم يتمكّن أبداً من التسلّل إلى داخله.

ينحدر عمار ولد مختار، المولود في 24 سبتمبر 1985، من أبٍ ذي أصولٍ أمازيغية يتحدّر من ولاية تيزي وزو، وأمٍ أمازيغية الأصل أيضاً تنحدر من ولاية البويرة. هذه الأصول العريقة التي يحملها في دمه علمتْه القوة، التحدِّي، والاعتماد على النفس في بناء مستقبلٍ أفضل له ولعائلته.

بفضل العمل الدؤوب والجهد المتواصل، نجح عمار في أن ينهض من ظروفٍ صعبةٍ عاشها في طفولته، ويتبوّأ لاحقاً موقعه ضمن كبار رجال الأعمال في الجزائر في مجال النقل. كان نموذجاً في الكفاح والنزاهة والاعتماد على قدراته الذاتيَّة دون أن يستسلم للتحدّيات التي واجهت طريقه.

رحيله كان صدمة قوية على أسرته الصغيرة التي ترك وراءها، على زوجته، المؤثرة الجزائرية احلام عموري، التي عاشت معه تجربة حبٍ وعشرةٍ صادقة، وابنته الصغيرة ديانا نعمة ولد مختار التي لم تتجاوز بعد عامين من عمرها عند وفاة والدها.

لقد توفي عمار قبل عيد الميلاد الثاني لطفلته بـ 23 يومًا فقط، وكأن الأقدار أبت أن يشهد تلك اللحظات التي كان يتمناها، لكنه في الحقيقة كان لها أباً حتى آخر يومٍ في حياته، وعاش لها، وكدّ واجتَهَد لكي يضمن لها العيش الكريم بعد رحيله.

يبقى عمار ولد مختار نموذجاً في التضحية والنضال، ورمزاً للتفاني في العمل والنقاء في العطاء. برحيله، لم تفقد أسرته أباً وزوجاً فحسب، بل فقد المجتمع رجلاً كان له تأثيرٌ في بناء نفسه والنهوض بعائلته ضمن ظروفٍ صعبةٍ وعسيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى